-A +A
كانت هناك عقدة العقد موقف الفلسطينيين، إذ انتقد الفلسطينيون الراديكاليون المشروع على الفور. قلّة قليلة من الزعماء غير البارزين هي التي جاهرت بتأييد المشروع، أما ياسر عرفات فكان كعادته يطلق عشرات التصريحات المتناقضة، يجيء إلى المملكة فيقول إنه شخصياً مع المشروع ويغادر المملكة فيقول إن رأيه الشخصي لا يهم والمهم هو موقف قيادة منظمة التحرير. وفشلت كل محاولات الملك فهد «الأمير آنذاك» للحصول على موقف واضح من عرفات، وفي هذا الجوّ انعقدت قمة فاس في نوفمبر 1981.

وفي القمة كان الملك حسين، كما يقول القصيبي أبلغ المتحدثين، تحدث بهدوء وبتسلسل منطقي، تحدث عن التغلغل الإسرائيلي، وعن الأراضي العربية المحتلة التي تهدر كل يوم، وتحدث عن الفرص التي ضاعت في الماضي، وناشد المؤتمر ألا يضيع الفرصة السانحة اليوم، وأيد المشروع السعودي بحرارة ودافع عنه ببسالة، وقال إنه لم يعثر على بند واحد فيه إلاّ وسبق أن وافق عليه العرب على نحو أو آخر.


وكانت المفاجأة أن أيدت المشروع السعودي تونس وتحفظت عليه العراق، وطالبت بتعديله سوريا، فيما صمت الباقون، حتى دول الخليج، لم يتحدث أحد، لم يؤيد أحد، ولم يعارض أحد فيما ظل ياسر عرفات يلف ويدور، وانتهى مؤتمر القمة بعد جلسة واحدة استغرقت زهاء 7 ساعات.